جابيرييل عمر باتيستوتا
الاسم : غابرييل عمر باتيستوتا.
اللقب : باتي-جول.
تاريخ الميلاد : 1/2/1969.
مكان الميلاد : أفيلانيدا ( الأرجنتين ).
الطول : 185 سم.
الوزن : 73 كلغم.
المركز : مهاجم.
لا يختلف اثنان انه اروع ابناء جيله ... و قد قال البعض انه بعد اختفاء اسطورة مارادونا بدات اسطورة باتيستوتا و قد يبدوا الامر حقيقيا ... فكما صنع مارادونا من نابولي فريقا ذو سمعة رائعه كذلك فعل باتيستوتا مع فيورينتينا.
اذا لندخل الى بيت الصقر الارجنتيني جابرييل عمر باتيستوتا و لنعرف من هو.
: السنوات الأولى
جابرييل عمر باتيستوتا ... كان و سيبقى و سيذكره التاريخ كاحد افضل المهاجميين في العالم ان لم يكن هو الافضل حتى الان ... بجانب روعته كلاعب فهو غني, وسيم, مشهور و محسود من كل الرجال و حلم لكل الحسناوات ... لكن كان كغيره ... شاب و غير معروف بل و فقير جدا ... و كان كاي منا له حين يواجه اوقات صعبه في حياته و يعاني كثيرا لاكتساب كرامته في عالم يطغى عليه الفقر.
جابرييل لم يستسلم قط ... فكلما راي شخصا غنيا يقول في قرارة نفسه ساصبح يوما مثله و لكن بجهدي ... و لم يعلم ان قدماه سيجلبان له كل ما يتمناه و اكثر ... و كل ما وصل اليه جابرييل الان بجهدة و عرقه و كفاحه.
باتي كان طفلا جميلا, مرحا كغيره من الاطفال ... فهو قد دخل قلوب الجميع منذ ولادته في غرة فبراير من العام 1969 ... و لم يعرف سكان افيلانيدا ان ابن حارتهم الذي ولد سيصبح اسطورة ارجنتينية في كرة القدم و افضل مهاجمي التسعينات حتى الان ... و من هذه القريه اكتسب باتي حب الكره و كان افضل ابناء الحي الا انه و بعد الانتقال الى ريجونكويستا فتحت له ابواب النجوميه.
قضى باتي هذه اللحظات من طفولته تحت انظار نونو ميلشور و والده عمر .. نونو و هو عميد عائلة باتيستوتا و كان حب باتي له شيء لا يوصف ... و الحب لم يكن مفقودا ابدا في حياة جابرييل ... فبجانب والده و جده كان الحب الاكبر و الرعاية الاروع من والدته جلوريا التي كانت تجمعها بولدها جابرييل علاقة جدا جدا قويه رغم معاناة والديه القويه بسبب الانكاسة الاقتصادية الشديده التي عانت منها البلد انذاك.
الاستمتاع و حب الحياة كانت دائما هدفا لباتي رغم مواجهته لبعض المواقف الصعبه ... فهو يعشق صيد السمك, اللعب بالكره او الغرق في احلام اليقظه طوال اليوم ... و ما ان يستيقظ منها حتي يبتسم ابتسامة تنم عن استحالة تحقق احلامه ... الا انه كان يحس بان شيء سيحدث و يغير مجرى حياته ... فكما قال فان حياته كانت ككتاب لم يكتب بعد بل كان ينتظر المستقبل ان يكتبه له.
بعد ولادته تمنى ابواه ان يمنحوه اخا ... الا انهم رزقوا بثلاث بنات (اليسا, اليخاندرا و جابرييلا) ... باتي لم يشعر بالحقد من اخوته ابدا ... نعم قد تكون غيره و لكن ذلك حين كان عمره خمسة سنوات فقط.
و في سن السادسة عشر بداء قلب باتي يخفق بظهور الحسناء ايرينا فرنانديز في حياته ... و رغم ظهور العديد من الحسناوات الواتي يسعين لخطف قلبه الا ان ايرينا كانت هي قمر باتي الذي شعشع من وسط النجوم.
و لكن قلب باتي تحطم حين حضر عيد ميلاد ايرينا الخامس عشر ... فباتي لم يكن اكثر الشبان جاذبية في تلك الحفل لانه لم يكن يهتم في مظهره بشكل جيد ... ففي تلك الحفل كان وجوده كعدمه حتى ان احدهم سال من رسم هذا على الحائط ... و لم تعره ايرينا اية اهميه حيث كان ترقص مع الجميع طويلا و لكن مع باتي كانت ترقص لثوان فقط ثم تتركه ليترك بعدها باتي الحفل حزينا ... لكن باتي لم ينسى حبه و سعى لنيله خصوصا انه لم يتعلم الاستسلام ... و في 28 ديسمبر 1990 و في كنيسة القديس روخيه نطق باتي بالموافقه لتعلن ايرينا زوجة له ... و كانت اهم موافقة في حياة باتي.
: خطواته الأولى
مباراته الاولى كانت على ملعب يسمى دودة الارض - نسبة لشكل الملعب الطويل و الضيق و المليء بالطين - و تلك المباراة كانت طريقة لبوابة بوكا جونيورز ... غير ان طريقه كان ممتلئا بالصعوبات و العمل الشاق ... و بعض الحظ ... و بدونهم طبعا لا يمكن ان تصبح لاعبا في فريق مثل بوكا ... و لكن الساعي للنجاح لا يجب ان يضع الحظ في باله بل يثبت نفسه للجميع وهو ما امن به باتي.
غير ان باتيستوا لم يفكر يوما ان يصبح نجم كرة قدم ... على الاقل لم يفكر بجديه ... حيث ان رياضته المفضله كانت كرة السله و التي حلم بالوصول معها للعالميه ... و حتى في كرة السله كان هدافا ... و الغريب ان باتيستوتا في ذلك الوقت تخلى عن فكرة ان يصبح غنيا و اكتفى بالاستمتاع بحياته و لم يدر في باله ان يستخدم الرياضه كوسيلة للثراء او الشهره ... فهو يريد الاستمتاع بعد حياة ملئها الدموع و الاحزان والفرص الضائعه و طبعاالكثير الكثير من الاوقات الصعبه.
و الصدفة وحدها هي التي جعلت من باتيستوتا نجم كرة قدم ... ففي يناير 1987 جائت سيارة سوداء و توقفت بجانب باتي ... صاحب السيارة كان رئيس فريق نيويلز اولد بويز روزاريوز و طلب من باتي الصعود فرفض فاذا به يسحبه لسيارته ليرمي به في طريق المجد ... و لم تكن تلك الحادثه مرحلة سهلة في حياة باتي غير ان والده عمر كان وراء ذلك كله.
و حين وصل باتي لملعب روزاريو واجه لاعبي الفريق الذين تعالوا عليه كثيرا ... حينها قال له رئيس النادي ... لقد حان الوقت لتطلق لجناحيك العنان ... فانطلق ... و انطلق باتي و نال اعجاب المدرب انذاك السيد مارشيلو بيليسا مدرب منتخب الارجنتين في وقتنا الحاضر و الذي اعتمد على باتيستوتا تماما و استدعاه للانظمام للفريق الاول و استطاع باتي بطيبته و بشاشته تكوين الصدقات بين اعضاء الفريق.
و في 25 سبتمبر 1988 لعب باتي و الملقب في الارجنتين بري ليون او الاسد الملك مباراته الاولى و كانت ضد سان مارتين في توكومان ... و قد خسر فريق باتي في تلك المباراة بهدف دون مقابل و لعب باتي نصف ساعة فقط ... و لكن ما نستطيع ان نسميه البداية الحقيقية لباتي كانت بعد ثلاثة ايام من تلك المباراة حين عانى مهاجم الفريق الاول جابريتش من الاصابه و حينها ارتدى باتي القميص رقم تسعه و شارك في مباراة نصف النهائي لكاس ليبيرتادوراس ضد سان لورانزو ... باتي لم يسجل في تلك المباراة غير ان قلبه بقى في ارضية الملعب ... و صحى باتي في اليوم التالي ليجد اسمه يتصدر عناوين الصحف ... نجم جديد في طور الولاده اسمه باتيستوتا.
باتيستوتا لم يستطع كسب الجميع الى جانبه ... فاوجه الانتقاد من اساطير الكرة الارجنتينية انذاك امثال باساريلا و سيفوري و الذين قالوا انه لا يستحق كل هذا الاهتمام ... غير انهم مع الايام غيروا رايهم 180 درجه ... و لكن باساريلا لم يشاء ان يظهر صغيرا او غير متمسك بكلامه فتغاظى عن باتيستوتا حين كان يلعب مع ريفر بليت و من ثم حين تولى باساريلا تدريب منتخب الارجنتين ... و عانى باتي من تجاهل باساريلا لوقت طويل ... سيفوري بدوره هاجم باتيستوتا بشدة دون اي سبب و كان يشن الهجوم عليه في كل لقاء صحفي بسبب و دون سبب.
غير ان اخلاق باتيستوتا العاليه لم تحمل في قلبه اي ظغينة او حقد على هولاء و لم يرد من احدهم الاعتذار له ... فباتي بقى هو باتي ... اللاعب الذي يعرف ما يريده حين يلمس الكره و الرجل الذي كتب قصة حياتة بطريقة لعبه و تفوق على اولائك الذين كانوا يصنفون في فئة الاساطير.
و بعد ايامه مع اولد بويز و ريفير بليت استطاع سيتيميو الويسيو رجل الاعمال و احد سماسرة الانتقالات من الباس باتيستوتا لقميص فريق الاحلام ... بوكا جونيورز الذي كان باتي في صغره يمر بجوار الاستاد و يقول في قرارة نفسه سالعب يوما هنا ... و حين اصبح لاعبا قال سانهي حياتي الكروية هنا.
و الفضل كان الويسيو ايضا في انتقال باتيستوتا لفيورينتينا ... فباتي سافر مع ايل ديبورتيفو للمشاركة في دورة كروية ... و بعد تعادل اول مع ميلان اشرق باتي في المباراة التالي و سجل ثلاثة اهداف في مرمى سكا سوفيا البلغاري ليتاهل ايل ديبورتيفو للنهائي و يصل لضربات الجزاء مع تورينو و هي المباراة التي اضاع فيها باتي احدى ضربات الجزاء ليتوج تورينو بطل لتلك الدوره ليخيم الحزن على باتي حيث ان الهزيمة جائت حين كان باتي يحتفل بعيد ميلاده العشرين.
و في احدى ايام الاجازه قام مدرب الفريق باخذ اللاعبين لمشاهدة احدى مباريات الكالتشيو و كانت تجمع فيورينتينا و ميلان و صعق باتيستوتا بذلك الكم الهائل من الجماهير و ذلك الكم الهائل من الحب الذي يكنه الجمهور لفريقه و خصوصا جماهير فيورينتينا.
في ذلك اليوم لم يتخل باتيستوتا مجرد تخيل ان كل ذلك الحب الحار سيكون من نصيبه يوما ... و للابد.
: مسيرته الإحترافيه
كحال اي لاعب كرة قدم فبداية باتيستوتا لم تكن سهله فلقد كان لاعبا عاديا مع اول بويز نيويلز في عام 1988 حينها وقع عقدا بقيمة 20 الف دولار سنويا ... و بعدها قام الفريق باعارته لفريق ايل ديبورتيفو ايتاليانو احد فرق بيونيس ايريس ليصبح احد اعضاء الفريق الذي سافر لفياريجيو الايطاليه و شارك في الدورة الوديه التي خسرها في النهائي من تورينو في عيد ميلاده العشرين .. كان ذلك عام 1989.
غير ان الشاحنه - وهو اح الالقاب التي اطلقت على باتي لقوته و سرعته - استطاع ابهار الجميع بامكانية التسديد من اصعب الزوايا و من انصاف الفرص ... و في يونيو من عام 1989 قام السيد سيتيميو الويسيو بشراء عقده و اعطى النصف لفريق ريفير بليت و الذي كان يدرب انذاك من قبل السيد رينالدو ميرلو .. و طبيعيا ان يبداء باتيستوتا من الصفر نظرا لانه يلعب لفريق جديد ... باتي لعب انذاك سبعة عشر مباراة سجل خلالها اربعة اهداف ... و لكن بوصول باساريلا و معاونته لميرلو اصبحت حياة باتيستوتا مع ريفير بليت لا تطاق ... فباساريلا حرمه من لعب ولو مباراة واحده و كاد يتسبب في دفن مواهبه و طموحاته ... و كاد باتيستوتا يستسلم للمرة الاولى في حياته لولا انتشال بوكا جونيورز له.
و مع بوكا بداء باتي بداية صعبه ... غير ان كل مباراة يغيب عنها باتي تبدوا اثار غيابه واضحه و يبداء الجمهور بالمطالبة باشراكه. و في يناير من العام 1991 وصل المدرب اوسكار تاباريز لبوكا حيث اعاد بناء الفريق و تمكن بذكائه من اخراج الافضل من كل لاعب و اشاع روح المحبة بين اعضاء الفريق و استطاع اخراج طاقات رجاله كاملة و حول بوكا لفريق لا يؤمن الا بالفوز.
قوة بوكا بقيادة تاباريز قادته لنهائي كاس ليبرتادورس التي خسرها ابطال بوكا في نهاية المطاف ... غير ان باتي استمر في التسجيل و اصبح هدفا للاندية الاوربيه ووصلته عروض من اقوى الفرق في اوربا ... فيرونا, يوفينتوس, ريال مدريد و فيورينتينا.
ولم يعرف باتي انه في نفس ذلك العام كان السيد فيتوريو كاتشي جوري و الذي كان نائب رئيس فيورينتينا انذاك متواجدا في المدرجات يتابع باتي مع منتخب بلاده في بطولة كوبا اميريكا و التي فاز بها باتي و رفاقه حيث كان يسجل الملاحظات عن هذا الشاب الرائع المكافح الشغوف لتسجيل الاهداف ... و حين غاد كان باتي مع في نفس الطائره المتجهه لفلورنسا.
و كما هو الحال في ريفير بليت و بوكا فان الامور لم تكن سهله ... في الحقيقه كانت اصعب ... فاختلاف اللغه و التقاليد و الثقافه و اختلاف اعضاء الفريق كلها امور اثرت على باتي في بداياته.
غير ان باتي قبل التحدي ... و في كل هدف يسجله تفتح له قلوب الجماهير و الفريق رويدا رويدا.
و في 26 فبراير 1992 و بهدفه الوحيد في مرمى اليوفينتوس (1-0) اعلن ولادة باتيجول ... فمنذ ذلك الهدف لم يتوقف باتيجول عن التسجيل ... هدفين في مرمى جنوه ... ثلاثة اهداف في مرمى فوجيا ... هدفان في مرمى روما و هلم في ازدياد ... غير ان اهداف باتي لم تكن كافيه و احتل فيورينتينا المركز الثاني عشر ... غير انه في الموسم التالي حدثت الفاجعه ... فرغم ان الفريق كان يبدوا قويا بوجود لاعبين مثل لودروب و ايفنبيرغ الا ان فيورينتينا هبط للدرجة الثانيه ... في تلك الاثناء وصل كلاوديو رانيري لتدريب فيورينتينا لينال شرف ان يكون سادس مدرب ايطالي يدرب الصقر الارجنتيني مع لازاروني, راديك, اجروبي, ماليساني و اخيرا تراباتوني ... غير ان رانيري تميز بانه اول من قاد باتي لتحقيق اول بطولة له.
باتيستوتا تولى قيادة الفريق ... و رغم هبوط الفريق للدرجة الثانيه الا انه و بكل شجاعة قرر البقاء فيه رغم عرض اليوفينتوس السخي ... عزيمته و حبه لفلورانسا جعلته يقود الفريق للدرجة الاولى من جديد ... و الفضل يعو لعزيمة باتي و تفاهمه الرائع مع بايانو لتحقيق بطولة الدرجة الثانيه.
و في الدرجة الاولى استمر باتي في التسجيل و حقق رقما قياسيا بالتسجيل في احد عشر اسبوعا متتاليا محطما بالتالي رقم لم يصل اليه احد منذ ثلاثين عاما و مسجل باسم لاعب بولونيا باسكوتي.
ذلك العام كان عام راية الزاويه و هي الطريقة التي ابتكرها باتي لتعبير عن فرحته بالتسجيل .. و سبب شهرتها هي انها تكررت كثيرا ... و في ذلك العام فاز باتي بلقب الهداف بتسجيله 26 هدفا ... كل ذلك كان كالمقدمات ... ففي الموسم 95/96 احتل فيورينتينا المركز الثالث و بذلك يحق له المشاركة في البطولة الاوربيه ... و في الثامن عشر من مايو في بيرغامو تغلب باتي و رفاقه على اطلانطا ليهدي جماهيره الوفيه كاس ايطاليا وهي البطولة الخامسة في تاريخ فيورينتينا ... و بعد اربعة اشهر من هذا الحدث اشرق باتي في سان سيرو و اذهل العالم بما فعله بباريزي و مدافعي ميلان و سجل هدفين ولا اروع توجتهم ابطال لكاس السوبر الايطاليه.
و في ذلك العام ايضا لعب باتي مباراته المئه ... و مباراته الاولى بعد المئه توجها بالفوز على لاتزيو بهدفين دون مقابل سجلهما هو فما كان من الجماهير الا ان كافئته ببناء تمثال برونزي له بالحجم الطبيعي.
و بفضل الفوز بكاس ايطاليا دخل فيورينتينا سباق كاس الكؤوس الاوربيه ... في المباراة الاولى سجل باتي هدف في مرمى جلوريا بستريتا و انتهى اللقاء بالتعادل بهدف لمثله و من ثم تبعوه بفوز في الاياب بهدف دون مقابل و اتبعوه بالفوز على كل من سبارتا براغ و بينفيكا ليتاهل الفريق للدور قبل النهائي حيث يتوجب عليهم مقابلة برشلونه ... و هنا بداء صراع رونالدو و باتيستوتا.
الشاب البرازيلي فشل في التسجيل فيما تمكن باتي من تسجيل هدف التعادل ليسكت تسعين الف متفرج بحركته الشهيره و التي يقلده بها النجم الاسباني راؤول الان حين يسجل على برشلونه ... غير ان الحكم انذره على تلك الحركه الامر الذي حرم باتي من المشاركة في لقاء الاياب و التي تمكن خلالها برشلونه من الصعود للنهائي.
و افتتح باتيستوتا موسم 97/98 بتسجيله ثلاثة اهداف في مرمى اودينيزي و هو اليوم الذي لن يناسه ماليساني ابدا و تبعها بتسجيل هدفين في مرمى باري ... باتي بداء الدوري بتسجيل خمسة اهداف في مباراتين كما سيشهد هذا الموسم ايضا تسجيله للهدف المئه في الكالتشيو ... و سحر باتي لم يقتصر بتسجيل الاهداف فقط بل لصنعها لزملائه ... فيورينتينا يظهر في البطولات الاوربية من جديد هذا الموسم.
في الموسم التالي جاء للفريق مدرب سبقته سمعته و بطولاته و هو اكثر مدربي ايطاليا فوزا بالبطولات ... جيوفاني تراباتوني و الذي بفضله تمسك باتي بقراره البقاء مع فيورينتينا بعد ان وعده انه سيصنع فريقا منافسا على بطولة الاسكوديتو و هو فعلا ماحدث ... ففي الموسم 98/99 تصدر فيورينتينا الترتيب العام لاكثر من نصف الدوري بفضل اهداف باتي و رغبته الفوز بالبطوله و مبتكر حركة جديده هي المدفع الرشاش احتفالا باهدافه ... غير انه في 7 فبراير و اثناء اللعب ضد ميلان عانى باتي من اسواء اصابته و التي ابعدته عن الملاعب لاكثر من شهر.
باتي شفي في وقت قياسي غير ان غيابه اثر على فريقه الذي تخلى عن الصدارة لمصلحة لاتزيو .. و انهى فيورينتينا الموسم في المركز الثالث و ضمن موقع في مسابقة كاس اوربا لابطال الدوري ... و اصبح هدف باتيستوتا بعدها شيئان ... الفوز بالبطولة الاوربيه و الفوز بالدوري في الموسم الرائع 1999/2000 ... هذه المره يسانده مهاجمان دولين ممتازان ... اليوغسلافي مياتوفيتش و الايطالي كييزا زائد بالباو الذي يصبح بديل لباتي وقت الحاجه غير انهم فشلوا في ابهار العالم هذه المره و خرجوا من الموسم دون اي لقب بل و قرر باتي الانتقال لروما.
: عهد روما
منذ البداية قال باتيستوتا ان الامر سيكون صعبا عليه لانه ترك فريقا احتل مكانة كبيرة في قلبه و شخصيته و ذهب لفريق يوازي طموحه لتحقيق اللقب الذي طالما حلم به.
باتي وجد نفسه في فريق الاحلام ... توتي, مونتيلا, كافو, صامويل, ديلفيكيو, توماسي و توليفة كبيرة يقودها المحنك فابيو كابيلو اجبرت الجميع ان يحسب لروما الف حساب بعد ان كان فريقا شبه عادي ... و اثبت باتي ان طموحه و حلمه اكبر من اي عوائق فها هو يشارك فريقه و هو يعاني من اصابة في ركبته و لكنه قال في قرارة نفسه ... اما الان و الا فلا ... و فعلا باصرارة المعهود لم يستسلم و حلق باي و فرض كلمته على الجميع و توج جهوده بلقب غاب عن خزائن روما ثمانية عشر عاما ... و نجح الفتى صاحب الرقم ثمانية عشر في رسم البسمة على شفاة محبي روما و عشاق باتي اختلاف ميولهم.
و يصف باتي حياته في روما قائلا ... سنوات طويله قضيتها في ايطاليا كانت جميعها رائعه الا ان موسم واحدا مع روما كان الاروع ... نعم انا حزين لاني لم احققه مع فيورينتينا لكني سعيد انني حققته مع روما ... كان يمكن ان نحققه في فيورينتينا لو تمت الاستجابة لمطالبي بتقوية الفريق لكن لا حياة لمن تنادي ... موقفين بكت فيهم عيني طوال الموسم حزنا ... الاولى حين سجلت هدفا على فريقي السابق فيورينتينا في الملعب الاولمبي ... يومها ادمعت عيني بغزاة و اعترف اني تعمدت ان لا اسجل في كثير من الفرص لاني حين سجلت الهدف شعرت برصاصة تخترق قلبي لذلك لم ارد ان اعيش الالم من جديد ... المرة الثانيه كانت في ملعب فيورينتينا حين استقبلني الجمهور بحرارة و حزن ... لن انسى فيورينتينا ابدا و سابقى محتفظا ببيتي هناك كي اعود و اعيش فيه بعد اعتزالي كرة القدم نهائيا.
و الان بعد تحقيقة بطولة ايطاليا يبقى هدف باتي هو تحقيق بطولة كاس اوربا لابطال الدوري و من بعدها يحقق كاس الانتركونتيننتال ... لكن يبقى هدفة الاكبر الفوز بكاس العالم 2002 مع الارجنتين ليكون خير ختام له مع منتخب التانجو.
و لكن يبقى الان السؤال مطروح لك ايها الفيفا
لماذا لم يلقب بالفضل لاعب في العالم ولى مره؟
الاسم : غابرييل عمر باتيستوتا.
اللقب : باتي-جول.
تاريخ الميلاد : 1/2/1969.
مكان الميلاد : أفيلانيدا ( الأرجنتين ).
الطول : 185 سم.
الوزن : 73 كلغم.
المركز : مهاجم.
لا يختلف اثنان انه اروع ابناء جيله ... و قد قال البعض انه بعد اختفاء اسطورة مارادونا بدات اسطورة باتيستوتا و قد يبدوا الامر حقيقيا ... فكما صنع مارادونا من نابولي فريقا ذو سمعة رائعه كذلك فعل باتيستوتا مع فيورينتينا.
اذا لندخل الى بيت الصقر الارجنتيني جابرييل عمر باتيستوتا و لنعرف من هو.
: السنوات الأولى
جابرييل عمر باتيستوتا ... كان و سيبقى و سيذكره التاريخ كاحد افضل المهاجميين في العالم ان لم يكن هو الافضل حتى الان ... بجانب روعته كلاعب فهو غني, وسيم, مشهور و محسود من كل الرجال و حلم لكل الحسناوات ... لكن كان كغيره ... شاب و غير معروف بل و فقير جدا ... و كان كاي منا له حين يواجه اوقات صعبه في حياته و يعاني كثيرا لاكتساب كرامته في عالم يطغى عليه الفقر.
جابرييل لم يستسلم قط ... فكلما راي شخصا غنيا يقول في قرارة نفسه ساصبح يوما مثله و لكن بجهدي ... و لم يعلم ان قدماه سيجلبان له كل ما يتمناه و اكثر ... و كل ما وصل اليه جابرييل الان بجهدة و عرقه و كفاحه.
باتي كان طفلا جميلا, مرحا كغيره من الاطفال ... فهو قد دخل قلوب الجميع منذ ولادته في غرة فبراير من العام 1969 ... و لم يعرف سكان افيلانيدا ان ابن حارتهم الذي ولد سيصبح اسطورة ارجنتينية في كرة القدم و افضل مهاجمي التسعينات حتى الان ... و من هذه القريه اكتسب باتي حب الكره و كان افضل ابناء الحي الا انه و بعد الانتقال الى ريجونكويستا فتحت له ابواب النجوميه.
قضى باتي هذه اللحظات من طفولته تحت انظار نونو ميلشور و والده عمر .. نونو و هو عميد عائلة باتيستوتا و كان حب باتي له شيء لا يوصف ... و الحب لم يكن مفقودا ابدا في حياة جابرييل ... فبجانب والده و جده كان الحب الاكبر و الرعاية الاروع من والدته جلوريا التي كانت تجمعها بولدها جابرييل علاقة جدا جدا قويه رغم معاناة والديه القويه بسبب الانكاسة الاقتصادية الشديده التي عانت منها البلد انذاك.
الاستمتاع و حب الحياة كانت دائما هدفا لباتي رغم مواجهته لبعض المواقف الصعبه ... فهو يعشق صيد السمك, اللعب بالكره او الغرق في احلام اليقظه طوال اليوم ... و ما ان يستيقظ منها حتي يبتسم ابتسامة تنم عن استحالة تحقق احلامه ... الا انه كان يحس بان شيء سيحدث و يغير مجرى حياته ... فكما قال فان حياته كانت ككتاب لم يكتب بعد بل كان ينتظر المستقبل ان يكتبه له.
بعد ولادته تمنى ابواه ان يمنحوه اخا ... الا انهم رزقوا بثلاث بنات (اليسا, اليخاندرا و جابرييلا) ... باتي لم يشعر بالحقد من اخوته ابدا ... نعم قد تكون غيره و لكن ذلك حين كان عمره خمسة سنوات فقط.
و في سن السادسة عشر بداء قلب باتي يخفق بظهور الحسناء ايرينا فرنانديز في حياته ... و رغم ظهور العديد من الحسناوات الواتي يسعين لخطف قلبه الا ان ايرينا كانت هي قمر باتي الذي شعشع من وسط النجوم.
و لكن قلب باتي تحطم حين حضر عيد ميلاد ايرينا الخامس عشر ... فباتي لم يكن اكثر الشبان جاذبية في تلك الحفل لانه لم يكن يهتم في مظهره بشكل جيد ... ففي تلك الحفل كان وجوده كعدمه حتى ان احدهم سال من رسم هذا على الحائط ... و لم تعره ايرينا اية اهميه حيث كان ترقص مع الجميع طويلا و لكن مع باتي كانت ترقص لثوان فقط ثم تتركه ليترك بعدها باتي الحفل حزينا ... لكن باتي لم ينسى حبه و سعى لنيله خصوصا انه لم يتعلم الاستسلام ... و في 28 ديسمبر 1990 و في كنيسة القديس روخيه نطق باتي بالموافقه لتعلن ايرينا زوجة له ... و كانت اهم موافقة في حياة باتي.
: خطواته الأولى
مباراته الاولى كانت على ملعب يسمى دودة الارض - نسبة لشكل الملعب الطويل و الضيق و المليء بالطين - و تلك المباراة كانت طريقة لبوابة بوكا جونيورز ... غير ان طريقه كان ممتلئا بالصعوبات و العمل الشاق ... و بعض الحظ ... و بدونهم طبعا لا يمكن ان تصبح لاعبا في فريق مثل بوكا ... و لكن الساعي للنجاح لا يجب ان يضع الحظ في باله بل يثبت نفسه للجميع وهو ما امن به باتي.
غير ان باتيستوا لم يفكر يوما ان يصبح نجم كرة قدم ... على الاقل لم يفكر بجديه ... حيث ان رياضته المفضله كانت كرة السله و التي حلم بالوصول معها للعالميه ... و حتى في كرة السله كان هدافا ... و الغريب ان باتيستوتا في ذلك الوقت تخلى عن فكرة ان يصبح غنيا و اكتفى بالاستمتاع بحياته و لم يدر في باله ان يستخدم الرياضه كوسيلة للثراء او الشهره ... فهو يريد الاستمتاع بعد حياة ملئها الدموع و الاحزان والفرص الضائعه و طبعاالكثير الكثير من الاوقات الصعبه.
و الصدفة وحدها هي التي جعلت من باتيستوتا نجم كرة قدم ... ففي يناير 1987 جائت سيارة سوداء و توقفت بجانب باتي ... صاحب السيارة كان رئيس فريق نيويلز اولد بويز روزاريوز و طلب من باتي الصعود فرفض فاذا به يسحبه لسيارته ليرمي به في طريق المجد ... و لم تكن تلك الحادثه مرحلة سهلة في حياة باتي غير ان والده عمر كان وراء ذلك كله.
و حين وصل باتي لملعب روزاريو واجه لاعبي الفريق الذين تعالوا عليه كثيرا ... حينها قال له رئيس النادي ... لقد حان الوقت لتطلق لجناحيك العنان ... فانطلق ... و انطلق باتي و نال اعجاب المدرب انذاك السيد مارشيلو بيليسا مدرب منتخب الارجنتين في وقتنا الحاضر و الذي اعتمد على باتيستوتا تماما و استدعاه للانظمام للفريق الاول و استطاع باتي بطيبته و بشاشته تكوين الصدقات بين اعضاء الفريق.
و في 25 سبتمبر 1988 لعب باتي و الملقب في الارجنتين بري ليون او الاسد الملك مباراته الاولى و كانت ضد سان مارتين في توكومان ... و قد خسر فريق باتي في تلك المباراة بهدف دون مقابل و لعب باتي نصف ساعة فقط ... و لكن ما نستطيع ان نسميه البداية الحقيقية لباتي كانت بعد ثلاثة ايام من تلك المباراة حين عانى مهاجم الفريق الاول جابريتش من الاصابه و حينها ارتدى باتي القميص رقم تسعه و شارك في مباراة نصف النهائي لكاس ليبيرتادوراس ضد سان لورانزو ... باتي لم يسجل في تلك المباراة غير ان قلبه بقى في ارضية الملعب ... و صحى باتي في اليوم التالي ليجد اسمه يتصدر عناوين الصحف ... نجم جديد في طور الولاده اسمه باتيستوتا.
باتيستوتا لم يستطع كسب الجميع الى جانبه ... فاوجه الانتقاد من اساطير الكرة الارجنتينية انذاك امثال باساريلا و سيفوري و الذين قالوا انه لا يستحق كل هذا الاهتمام ... غير انهم مع الايام غيروا رايهم 180 درجه ... و لكن باساريلا لم يشاء ان يظهر صغيرا او غير متمسك بكلامه فتغاظى عن باتيستوتا حين كان يلعب مع ريفر بليت و من ثم حين تولى باساريلا تدريب منتخب الارجنتين ... و عانى باتي من تجاهل باساريلا لوقت طويل ... سيفوري بدوره هاجم باتيستوتا بشدة دون اي سبب و كان يشن الهجوم عليه في كل لقاء صحفي بسبب و دون سبب.
غير ان اخلاق باتيستوتا العاليه لم تحمل في قلبه اي ظغينة او حقد على هولاء و لم يرد من احدهم الاعتذار له ... فباتي بقى هو باتي ... اللاعب الذي يعرف ما يريده حين يلمس الكره و الرجل الذي كتب قصة حياتة بطريقة لعبه و تفوق على اولائك الذين كانوا يصنفون في فئة الاساطير.
و بعد ايامه مع اولد بويز و ريفير بليت استطاع سيتيميو الويسيو رجل الاعمال و احد سماسرة الانتقالات من الباس باتيستوتا لقميص فريق الاحلام ... بوكا جونيورز الذي كان باتي في صغره يمر بجوار الاستاد و يقول في قرارة نفسه سالعب يوما هنا ... و حين اصبح لاعبا قال سانهي حياتي الكروية هنا.
و الفضل كان الويسيو ايضا في انتقال باتيستوتا لفيورينتينا ... فباتي سافر مع ايل ديبورتيفو للمشاركة في دورة كروية ... و بعد تعادل اول مع ميلان اشرق باتي في المباراة التالي و سجل ثلاثة اهداف في مرمى سكا سوفيا البلغاري ليتاهل ايل ديبورتيفو للنهائي و يصل لضربات الجزاء مع تورينو و هي المباراة التي اضاع فيها باتي احدى ضربات الجزاء ليتوج تورينو بطل لتلك الدوره ليخيم الحزن على باتي حيث ان الهزيمة جائت حين كان باتي يحتفل بعيد ميلاده العشرين.
و في احدى ايام الاجازه قام مدرب الفريق باخذ اللاعبين لمشاهدة احدى مباريات الكالتشيو و كانت تجمع فيورينتينا و ميلان و صعق باتيستوتا بذلك الكم الهائل من الجماهير و ذلك الكم الهائل من الحب الذي يكنه الجمهور لفريقه و خصوصا جماهير فيورينتينا.
في ذلك اليوم لم يتخل باتيستوتا مجرد تخيل ان كل ذلك الحب الحار سيكون من نصيبه يوما ... و للابد.
: مسيرته الإحترافيه
كحال اي لاعب كرة قدم فبداية باتيستوتا لم تكن سهله فلقد كان لاعبا عاديا مع اول بويز نيويلز في عام 1988 حينها وقع عقدا بقيمة 20 الف دولار سنويا ... و بعدها قام الفريق باعارته لفريق ايل ديبورتيفو ايتاليانو احد فرق بيونيس ايريس ليصبح احد اعضاء الفريق الذي سافر لفياريجيو الايطاليه و شارك في الدورة الوديه التي خسرها في النهائي من تورينو في عيد ميلاده العشرين .. كان ذلك عام 1989.
غير ان الشاحنه - وهو اح الالقاب التي اطلقت على باتي لقوته و سرعته - استطاع ابهار الجميع بامكانية التسديد من اصعب الزوايا و من انصاف الفرص ... و في يونيو من عام 1989 قام السيد سيتيميو الويسيو بشراء عقده و اعطى النصف لفريق ريفير بليت و الذي كان يدرب انذاك من قبل السيد رينالدو ميرلو .. و طبيعيا ان يبداء باتيستوتا من الصفر نظرا لانه يلعب لفريق جديد ... باتي لعب انذاك سبعة عشر مباراة سجل خلالها اربعة اهداف ... و لكن بوصول باساريلا و معاونته لميرلو اصبحت حياة باتيستوتا مع ريفير بليت لا تطاق ... فباساريلا حرمه من لعب ولو مباراة واحده و كاد يتسبب في دفن مواهبه و طموحاته ... و كاد باتيستوتا يستسلم للمرة الاولى في حياته لولا انتشال بوكا جونيورز له.
و مع بوكا بداء باتي بداية صعبه ... غير ان كل مباراة يغيب عنها باتي تبدوا اثار غيابه واضحه و يبداء الجمهور بالمطالبة باشراكه. و في يناير من العام 1991 وصل المدرب اوسكار تاباريز لبوكا حيث اعاد بناء الفريق و تمكن بذكائه من اخراج الافضل من كل لاعب و اشاع روح المحبة بين اعضاء الفريق و استطاع اخراج طاقات رجاله كاملة و حول بوكا لفريق لا يؤمن الا بالفوز.
قوة بوكا بقيادة تاباريز قادته لنهائي كاس ليبرتادورس التي خسرها ابطال بوكا في نهاية المطاف ... غير ان باتي استمر في التسجيل و اصبح هدفا للاندية الاوربيه ووصلته عروض من اقوى الفرق في اوربا ... فيرونا, يوفينتوس, ريال مدريد و فيورينتينا.
ولم يعرف باتي انه في نفس ذلك العام كان السيد فيتوريو كاتشي جوري و الذي كان نائب رئيس فيورينتينا انذاك متواجدا في المدرجات يتابع باتي مع منتخب بلاده في بطولة كوبا اميريكا و التي فاز بها باتي و رفاقه حيث كان يسجل الملاحظات عن هذا الشاب الرائع المكافح الشغوف لتسجيل الاهداف ... و حين غاد كان باتي مع في نفس الطائره المتجهه لفلورنسا.
و كما هو الحال في ريفير بليت و بوكا فان الامور لم تكن سهله ... في الحقيقه كانت اصعب ... فاختلاف اللغه و التقاليد و الثقافه و اختلاف اعضاء الفريق كلها امور اثرت على باتي في بداياته.
غير ان باتي قبل التحدي ... و في كل هدف يسجله تفتح له قلوب الجماهير و الفريق رويدا رويدا.
و في 26 فبراير 1992 و بهدفه الوحيد في مرمى اليوفينتوس (1-0) اعلن ولادة باتيجول ... فمنذ ذلك الهدف لم يتوقف باتيجول عن التسجيل ... هدفين في مرمى جنوه ... ثلاثة اهداف في مرمى فوجيا ... هدفان في مرمى روما و هلم في ازدياد ... غير ان اهداف باتي لم تكن كافيه و احتل فيورينتينا المركز الثاني عشر ... غير انه في الموسم التالي حدثت الفاجعه ... فرغم ان الفريق كان يبدوا قويا بوجود لاعبين مثل لودروب و ايفنبيرغ الا ان فيورينتينا هبط للدرجة الثانيه ... في تلك الاثناء وصل كلاوديو رانيري لتدريب فيورينتينا لينال شرف ان يكون سادس مدرب ايطالي يدرب الصقر الارجنتيني مع لازاروني, راديك, اجروبي, ماليساني و اخيرا تراباتوني ... غير ان رانيري تميز بانه اول من قاد باتي لتحقيق اول بطولة له.
باتيستوتا تولى قيادة الفريق ... و رغم هبوط الفريق للدرجة الثانيه الا انه و بكل شجاعة قرر البقاء فيه رغم عرض اليوفينتوس السخي ... عزيمته و حبه لفلورانسا جعلته يقود الفريق للدرجة الاولى من جديد ... و الفضل يعو لعزيمة باتي و تفاهمه الرائع مع بايانو لتحقيق بطولة الدرجة الثانيه.
و في الدرجة الاولى استمر باتي في التسجيل و حقق رقما قياسيا بالتسجيل في احد عشر اسبوعا متتاليا محطما بالتالي رقم لم يصل اليه احد منذ ثلاثين عاما و مسجل باسم لاعب بولونيا باسكوتي.
ذلك العام كان عام راية الزاويه و هي الطريقة التي ابتكرها باتي لتعبير عن فرحته بالتسجيل .. و سبب شهرتها هي انها تكررت كثيرا ... و في ذلك العام فاز باتي بلقب الهداف بتسجيله 26 هدفا ... كل ذلك كان كالمقدمات ... ففي الموسم 95/96 احتل فيورينتينا المركز الثالث و بذلك يحق له المشاركة في البطولة الاوربيه ... و في الثامن عشر من مايو في بيرغامو تغلب باتي و رفاقه على اطلانطا ليهدي جماهيره الوفيه كاس ايطاليا وهي البطولة الخامسة في تاريخ فيورينتينا ... و بعد اربعة اشهر من هذا الحدث اشرق باتي في سان سيرو و اذهل العالم بما فعله بباريزي و مدافعي ميلان و سجل هدفين ولا اروع توجتهم ابطال لكاس السوبر الايطاليه.
و في ذلك العام ايضا لعب باتي مباراته المئه ... و مباراته الاولى بعد المئه توجها بالفوز على لاتزيو بهدفين دون مقابل سجلهما هو فما كان من الجماهير الا ان كافئته ببناء تمثال برونزي له بالحجم الطبيعي.
و بفضل الفوز بكاس ايطاليا دخل فيورينتينا سباق كاس الكؤوس الاوربيه ... في المباراة الاولى سجل باتي هدف في مرمى جلوريا بستريتا و انتهى اللقاء بالتعادل بهدف لمثله و من ثم تبعوه بفوز في الاياب بهدف دون مقابل و اتبعوه بالفوز على كل من سبارتا براغ و بينفيكا ليتاهل الفريق للدور قبل النهائي حيث يتوجب عليهم مقابلة برشلونه ... و هنا بداء صراع رونالدو و باتيستوتا.
الشاب البرازيلي فشل في التسجيل فيما تمكن باتي من تسجيل هدف التعادل ليسكت تسعين الف متفرج بحركته الشهيره و التي يقلده بها النجم الاسباني راؤول الان حين يسجل على برشلونه ... غير ان الحكم انذره على تلك الحركه الامر الذي حرم باتي من المشاركة في لقاء الاياب و التي تمكن خلالها برشلونه من الصعود للنهائي.
و افتتح باتيستوتا موسم 97/98 بتسجيله ثلاثة اهداف في مرمى اودينيزي و هو اليوم الذي لن يناسه ماليساني ابدا و تبعها بتسجيل هدفين في مرمى باري ... باتي بداء الدوري بتسجيل خمسة اهداف في مباراتين كما سيشهد هذا الموسم ايضا تسجيله للهدف المئه في الكالتشيو ... و سحر باتي لم يقتصر بتسجيل الاهداف فقط بل لصنعها لزملائه ... فيورينتينا يظهر في البطولات الاوربية من جديد هذا الموسم.
في الموسم التالي جاء للفريق مدرب سبقته سمعته و بطولاته و هو اكثر مدربي ايطاليا فوزا بالبطولات ... جيوفاني تراباتوني و الذي بفضله تمسك باتي بقراره البقاء مع فيورينتينا بعد ان وعده انه سيصنع فريقا منافسا على بطولة الاسكوديتو و هو فعلا ماحدث ... ففي الموسم 98/99 تصدر فيورينتينا الترتيب العام لاكثر من نصف الدوري بفضل اهداف باتي و رغبته الفوز بالبطوله و مبتكر حركة جديده هي المدفع الرشاش احتفالا باهدافه ... غير انه في 7 فبراير و اثناء اللعب ضد ميلان عانى باتي من اسواء اصابته و التي ابعدته عن الملاعب لاكثر من شهر.
باتي شفي في وقت قياسي غير ان غيابه اثر على فريقه الذي تخلى عن الصدارة لمصلحة لاتزيو .. و انهى فيورينتينا الموسم في المركز الثالث و ضمن موقع في مسابقة كاس اوربا لابطال الدوري ... و اصبح هدف باتيستوتا بعدها شيئان ... الفوز بالبطولة الاوربيه و الفوز بالدوري في الموسم الرائع 1999/2000 ... هذه المره يسانده مهاجمان دولين ممتازان ... اليوغسلافي مياتوفيتش و الايطالي كييزا زائد بالباو الذي يصبح بديل لباتي وقت الحاجه غير انهم فشلوا في ابهار العالم هذه المره و خرجوا من الموسم دون اي لقب بل و قرر باتي الانتقال لروما.
: عهد روما
منذ البداية قال باتيستوتا ان الامر سيكون صعبا عليه لانه ترك فريقا احتل مكانة كبيرة في قلبه و شخصيته و ذهب لفريق يوازي طموحه لتحقيق اللقب الذي طالما حلم به.
باتي وجد نفسه في فريق الاحلام ... توتي, مونتيلا, كافو, صامويل, ديلفيكيو, توماسي و توليفة كبيرة يقودها المحنك فابيو كابيلو اجبرت الجميع ان يحسب لروما الف حساب بعد ان كان فريقا شبه عادي ... و اثبت باتي ان طموحه و حلمه اكبر من اي عوائق فها هو يشارك فريقه و هو يعاني من اصابة في ركبته و لكنه قال في قرارة نفسه ... اما الان و الا فلا ... و فعلا باصرارة المعهود لم يستسلم و حلق باي و فرض كلمته على الجميع و توج جهوده بلقب غاب عن خزائن روما ثمانية عشر عاما ... و نجح الفتى صاحب الرقم ثمانية عشر في رسم البسمة على شفاة محبي روما و عشاق باتي اختلاف ميولهم.
و يصف باتي حياته في روما قائلا ... سنوات طويله قضيتها في ايطاليا كانت جميعها رائعه الا ان موسم واحدا مع روما كان الاروع ... نعم انا حزين لاني لم احققه مع فيورينتينا لكني سعيد انني حققته مع روما ... كان يمكن ان نحققه في فيورينتينا لو تمت الاستجابة لمطالبي بتقوية الفريق لكن لا حياة لمن تنادي ... موقفين بكت فيهم عيني طوال الموسم حزنا ... الاولى حين سجلت هدفا على فريقي السابق فيورينتينا في الملعب الاولمبي ... يومها ادمعت عيني بغزاة و اعترف اني تعمدت ان لا اسجل في كثير من الفرص لاني حين سجلت الهدف شعرت برصاصة تخترق قلبي لذلك لم ارد ان اعيش الالم من جديد ... المرة الثانيه كانت في ملعب فيورينتينا حين استقبلني الجمهور بحرارة و حزن ... لن انسى فيورينتينا ابدا و سابقى محتفظا ببيتي هناك كي اعود و اعيش فيه بعد اعتزالي كرة القدم نهائيا.
و الان بعد تحقيقة بطولة ايطاليا يبقى هدف باتي هو تحقيق بطولة كاس اوربا لابطال الدوري و من بعدها يحقق كاس الانتركونتيننتال ... لكن يبقى هدفة الاكبر الفوز بكاس العالم 2002 مع الارجنتين ليكون خير ختام له مع منتخب التانجو.
و لكن يبقى الان السؤال مطروح لك ايها الفيفا
لماذا لم يلقب بالفضل لاعب في العالم ولى مره؟